الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بيوم مؤسسيها الثامن والخمسين بعد المئة

في الثاني من كانون الأول الجاري، احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت باليوم الثامن والخمسين بعد المئة لآبائها المؤسسين. وبهذه المناسبة أقيم احتفال رسمي في قاعة أسمبلي هول في الجامعة. وعكَس هذا الاحتفال التزام الجامعة الراسخ بالتعليم والخدمة. كما عكس دورها في مواجهة التحديات الإقليمية. كارول بِلامي، العضوة الفخرية في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت، والمناصِرة المرموقة عالمياً للتعليم والرائدة البارزة في الخدمة العامة، ألقت الكلمة الرئيسية في الاحتفال الذي شهد أيضاً إعلان الفائزين في مسابقة مقالات الطلاب السنوية ليوم الآباء المؤسسين، والتي عرضت وجهات نظرهم حول موضوع: “كيف يمكن للجامعة الأميركية في بيروت المساعدة في الحفاظ على التعليم ما قبل الجامعي وحمايته وتحسينه، في لبنان والمنطقة”.

في كلمته الافتتاحية، تناول رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري الصعوبات التي واجهها لبنان ومجتمعاته والجامعة على مدى السنوات الخمس الماضية، لا سيما خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية من الصراع. وقال، “لن نوقف مهمتنا أبدا.” مضيفا، “لدينا واجب مقدس للخدمة والريادة والتعليم والابتكار والشفاء.” وسلط الضوء على جهود الجامعة الأميركية في بيروت لمساعدة المحتاجين من خلال مبادراتها الطبية والمجتمعية، فضلا عن خططها لدعم تعافي لبنان، بما في ذلك الحاجة الملحة لاستعادة قطاع التعليم. وقال، “من أهم ما نحتاج إلى إعادة بنائه هو التعليم الابتدائي والثانوي، إذ هو في حالة متدهورة ليس فقط في لبنان ولكن في جميع أنحاء العالم”.

كما تحدث خوري أيضاً عن التواصل العالمي للجامعة والدعم الذي تلقته خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أهمية العمل الجماعي في استدامة مهمة الجامعة الأميركية في بيروت. وقد تزامن الاحتفال بيوم المؤسسين مع يوم العطاء الخامس للجامعة. وقال خوري، “اليوم، أدعو جميع أصدقائنا في جميع أنحاء العالم إلى النهوض والمجاهرة أن شعب لبنان والمنطقة يستحق العيش موفوراً، وأن التبرع للجامعة الأميركية في بيروت هو أحد أفضل الطرق لجعل ذلك حقيقة واقعة”.

مسابقة مقالات الطلاب السنوية ليوم الآباء المؤسسين لهذا العام دعت المشاركين للإجابة على السؤال: ماذا يمكن للجامعة الأميركية في بيروت أن تفعله بعد لتعزيز جودة التعليم الابتدائي والثانوي بطريقة تخدم المجتمع وترعرع مجتمعات أكثر اشتمالية”.

المقالة التي فازت بالمركز الأول في المسابقة حملت العنوان: “من الأدراج إلى النجوم: كيف تٌعلي الجامعة الأميركية في بيروت أصوات المنسيين.” مؤلّفة المقالة هي سارة كلّومة، وهي طالبة سينيور في كلية الآداب والعلوم مع تخصّص مزدوج في علم الأحياء وإدارة الأعمال. وقد روت سارة كلّومة في مقالتها بوضوح تجاربها في الدراسة على الدرج الضيق خارج ملجأ عائلتها الصغير، مدفوعة بالأمل في أن يكون التعليم هو هروبها من المشقة. ووصفت اللحظة التحوّلية عندما حصلت على منحة دراسية كاملة في الجامعة الأميركية في بيروت من خلال برنامج قادة الغد التابع لمبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية، وكتبت، “السير عبر بوابات الجامعة الأميركية في بيروت للمرة الأولى بدا وكأنه ولوج عالم مختلف، عالم يمكن فيه للأحلام أن تتجذّر وتزدهر.” وقد احتفلت مقالتها بتأثير الجامعة في تمكين الطلاب وبالمبادرات المقترحة مثل برامج الإرشاد وتدريب المعلمين لتوسيع تأثير الجامعة الأميركية في بيروت في تعزيز التعليم ما قبل الجامعي.

الجائزة الثانية كانت من نصيب روي البدوي، وهو طالب سينيور في الهندسة الميكانيكية في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة، مع تخصص فرعي في الاقتصاد وإدارة الأعمال. وهو حائز على المنحة اللبنانية الدولية للتنفيذيين الماليين. مقالة روي البدوي جاءت بعنوان:”رحلة عبر فصول التعليم” وسلّطت الضوء على مرونة الجامعة الأميركية في بيروت وسط الأزمات، وميراثها من التعليم المؤثر وذي الصلة، واستمرارها كمنارة أمل للأجيال القادمة.

الجائزة الثالثة فازت بها بيسان إزرافيل، الطالبة في السنة الثانية في كلية الحريري للتمريض، عن مقالها “الجامعة الأميركية في بيروت ما وراء الجدران.” وفي مقالتها، استكشفت الطالبة إزرافيل دور الجامعة الأميركية في بيروت وميراثها في إعداد الأجيال من المواطنين المسؤولين والمبتكرين ليقودوا تقدماً هادفا في جميع أنحاء لبنان والمنطقة. كما اقترحت إنشاء مختبر للابتكار التعليمي في الجامعة الأميركية في بيروت لتعزيز هذه المهمة وتأثيرها.

قبل الكلمة الرئيسية لليوم، قدمت الطالبة في الهندسة نجلى صادق أداءً رائعًا كفقرة موسيقية.

وكان عنوان الكلمة الرئيسية في الاحتفال “حان الوقت لإعادة التفكير وإعادة التشغيل وإعادة التنشيط للتعليم.” وفيها أكّدت كارول بِلامي على الدور الحاسم للتعليم في تأمين مستقبل الأمم. وسلطت الضوء على عدم المساواة الصارخ في تيسر التعليم وجودته، حيث أدت تحديات مثل العنف والنزوح والانهيار الاقتصادي إلى تعطيل الأنظمة التعليمية.

وقالت بِلامي، “هناك تحدّيان رئيسيان لا جديد فيهما. الوصول إلى التعليم، وجودة التعليم المتوفّر. وكيف يمكننا إنشاء المواطنين العالميين الذين نحتاجهم بينما لا يزال الكثير من أطفال وشباب العالم يفتقرون إلى التعليم، بينما أولئك الملتحقون بالمدرسة يغادروها في كثير من الأحيان من دون المهارات التي يحتاجونها للعمل في عالمنا السريع التغيْر؟”

وأردفت، “التعليم نفسه لا يمكن أن ينتظر: التعليم لا يمكن أن ينتظر حتى تنتهي الحروب. التعليم لا يمكن أن ينتظر حتى تعمل الحكومات. التعليم لا يمكن أن ينتظر حتى تنمو الميزانيات. التعليم لا يمكن أن ينتظر حتى يحين الوقت المناسب. لأن الوقت المناسب لن يأتي أبدا حتى نوفّر تعليماً جيداً للجميع.”

هذا وتشمل مسيرة كارول بِلامي المهنية في الخدمة العامة أدوارا قيادية كمديرة تنفيذية لليونيسف، ومديرة فيلق السلام الأميركي، ورئيسة الصندوق العالمي للمشاركة المجتمعية والصمود، ورئيسة الشراكة العالمية للتعليم، ورئيسة مجلس منظمة البكالوريا الدولية. وهي عملت ثلاثة عشر عاماً في وظائف عامة، بما في ذلك خدمتها كعضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. كما أنها أول امرأة تنتخب لوظيفة على مستوى مدينة في مدينة نيويورك، كرئيسة لمجلسها. وقد تم تكريمها بوسام جوقة الشرف الفرنسي ووسام الشمس المشرقة الياباني لمساهماتها في التعليم والتنمية.

واختتم الاحتفال بنشيد الألما ماتر وتجمّع في ساحة كولدج هول في حرم الجامعة.

You May Also Like

More From Author

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *