إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس وفداً إعلامياً أمريكياً أوروبياً ضم عدداً من الصحفيين والمراسلين والذين قاموا بجولة داخل البلدة القديمة من القدس .
حيث استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة مؤكداً على أهمية ما يقوم به الإعلام من تغطية للأحداث والجرائم المروعة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني .
وقال سيادة المطران عطاالله حنا:
إن مطلبنا الأول والأخير والوحيد في هذه الأيام هو أن تتوقف الحرب في غزة وفي لبنان .
وأن يصار بعدئذ إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق المشروعة لشعبنا والتي لا تسقط بالتقادم وإنهاء الاحتلال وتحقيق كافة الثوابت الوطنية الفلسطينية.
وأكد سيادته :
لا يمكن أن تستمر وأن تتواصل هذه المظالم المرتكبة بحق شعبنا فمنذ عام 48 وحتى اليوم وشعبنا يتعرض للنكبات والنكسات والحروب في إطار مخطط مبرمج هادف لتصفية القضية الفلسطينية ولكن كل هذه المشاريع سوف تبوء بالفشل.
لا توجد هنالك قوة قادرة على شطب وجود شعبنا الفلسطيني ونستذكر وأياكم ما كان يقوله الشهيد أبو عمار واليوم هي ذكرى مرور عشرين عاماً على استشهاده حيث كان يقول :
بأن الفلسطينيين هم “رقم صعب ” .
الاحتلال يسعى لشطب وجود الشعب الفلسطيني وأن ما يحدث في غزة اليوم إنما هي حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني حيث أن هنالك استهدافاً شاملاً لشعبنا ومن لم يمت قتلاً هو معرض للموت جوعاً وقهراً.
وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
إن مأساة الشعب الفلسطيني لا يتحمل مسؤوليتها فقط الاحتلال الممعن في بطشه واستهدافه لشعبنا في غزة وفي الضفة وفي القدس .
بل هنالك شركاء وهم بالدرجة الأولى في الغرب حيث يرسلون أسلحتهم وصواريخهم وقذائفهم وكأن بلادنا أضحت حقل تجارب لكل الأسلحة المصنعة في الغرب دون الأخذ بعين الاعتبار أن هنالك أبرياء ومدنيين يقتلون ويستهدفون ويروعون .
وهؤلاء هم شركاء في الجريمة لا بل أقول لكم:
بأن الصامتين هم أيضاً شركاء في الجريمة لأنه لا يجوز الصمت أمام هذه الانتهاكات الخطيرة وجرائم الحرب المروعة.
نقدر زيارتكم وقد أتيتم لكي تعرفوا حقيقة ما يحدث في بلادنا لكي تنقلوا الصورة الحقيقية لشعوبكم وهذا أمر في غاية الأهمية .
فالفلسطينيون يريدون أن يكون لهم أصدقاء في كل أنحاء العالم ويريدون أن تتفهم شعوب الأرض معاناتهم وآلامهم وأحزانهم ومطالبتهم في أن يعيشوا أحراراً في وطنهم مثل باقي شعوب الأرض.
انقلوا لشعوبكم محبتنا لهم وحرصنا الدائم على التواصل مع الأحرار في كل مكان دفاعاً عن أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ألا وهي قضية الشعب الفلسطيني.
قولوا لشعوبكم بأن هنالك ظلماً تاريخياً يعاني منه الفلسطينيون منذ “وعد بلفور” وحتى اليوم وهذا الظلم التاريخي يجب أن يزول من خلال تحرير الفلسطينيين من الاحتلال، ونيلهم لحريتهم الكاملة لكي يعيشوا في وطنهم بسلام مثل باقي الشعوب .
وفي نهاية اللقاء…
قدم سيادته للوفد تقريراً تفصيلياً عن الجرائم المرتكبة في غزة وما يحدث كذلك في الضفة وفي مدينة القدس مشدداً بأن مفهوم السلام عندنا إنما هو مقرون بالعدالة .
فلا يجوز الحديث عن سلام دون التشديد على مفهوم العدالة والعدالة تعني تحرير الأرض والإنسان من الاحتلال .
نداؤنا إليكم وإلى شعوبكم وإلى حكامكم من رحاب القدس ومن قلب كنيسة القيامة المكان الأقدس في المسيحية بأن اعملوا من أجل وقف الحرب في غزة وفي لبنان .