يعتبر طب الألم من أحدث الفروع في الطب الحديث، فقد إرتأى العلماء ضرورة تطوير سبل علاجية جديدة من شأنها أن تريح المريض من آلامه كحل نهائي، عوض عن المسكنات.
ورغم معاناة الإنسان الطويلة مع الألم منذ القدم، فإن طب الألم يعتبر من التخصصات الحديثة، يعنی بدرس الألم معالجته كمرض وليس فقط كعارض لأمراض أخرى، ويهدف إلى تخفيف معاناة المريض وعائلته بشتى الوسائل الممكنة.
في هذا السياق أوضح الدكتور “علي مغنية” أخصائي تخدير وإنعاش وطبّ ألم عبر مجموعة من الاسئلة عن هذا الفرع الحديث من الطب ، دواعي استعماله وأهمية الاستعانة به.
ما هي أنواع الأوجاع التي يهتم طب الألم بمعالجتها؟
يهتم طب الألم بمعالجة شتى أنواع الأوجاع التي قد تصيب جسم الإنسان. و يمكن تقسيم هذه الآلام إلى نوعين أساسيين: الألم الحاد والألم المزمن.
ما الفرق بين الألم الحاد والألم المزمن دكتور علي مغنية؟
الألم الحاد Acute Pain هو الألم المتأتي عموما عن الخضوع للعمليات الجراحية. وهو يصيب المريض ويمنعه من التحسن بسبب عدم قدرته على التحرك بحرية ليتماثل للشفاء. أما الألم المزمن Chronic Pain فيشمل مختلف الأوجاع التي ترافق الشخص لمدة طويلة
تزيد عن 3 اشهر.
هل نستطيع تعدد أنواع الألم المزمن؟
يجيب دكتور “علي مغنية” : نعم، الألم المزمن يشمل كل أنواع
ديسك الرقبة وديسك الظهر، و اوجاع الرأس المزمنة و الشقيقة و التشنجات العضلية ، إضافة إلى Postsurgical
Inflammation Pain، أي الألم الناجم عن إلتهابات ما بعد الجراحة كما يشمل الآلام الوهمية بعد الجراحة Phantom Pain إضافة إلى الآلام السرطانية وحتى آلام الإصابات الفيروسية مثل زنار النار». وهذه الأوجاع كلها تستدعي مقاربات متعددة الأوجه للحصول على النتيجة المطلوبة.
ما هي المقاربات المعتمدة؟
يشير د. مغنية إلى أن «طب الألم يعتمد على مقاربة متعددة الأوجه Multidisciplinary Approach، بحيث لا يتم التعامل مع الألم كألم بحت، عبر إعطاء المسكنات والعقاقير لتسكين الوجع لفترة، وإنما يتم التركيز على إلغاء الألم من جذوره. إضافة إلى بعض العلاجات ال Invasive، مثل Nerve
Blockأي تنويم العصب لإراحة الدماغ مما يسبب الألم المتواصل.
لذلك لا بد من الإرتكاز ايضا على المقاربة النفسية، عبر تفهم
المريض وتصديق ألمه والاستعانة ببعض أنواع أدوية الاكتئاب لمعالجة الألم المزمن. كما تتم الاستعانة بمختلف العلاجات الفيزيائية وحتى السباحة.
بإختصار كيف يعرف الدكتور علي مغنية عن نفسه؟
درست الطب العام ٦ سنوات ، بعد ذلك درست تخدير وإنعاش ، وبدأت العمل في التخدير والانعاش منذ عام ٢٠٠٧ حتى اليوم، إلى جانب ذلك حصلت على دیبلوم باستخدام الإيكو في تخدير الأعصاب الموضعي من
كلية الصحة في الجامعة اللبنانية ، دیبلوم في علاج الألم الحاد و المزمن من جامعة باريس دیکارت، وديبلوم طب الم تداخلي من جامعة مونبلييه.
بالأضافة إلى العديد من الدورات المكثفة و ورشات عمل في مختلف انحاء العالم في علاج الألم المزمن و استخدام التقنيات الحديثة في تحديد الأعصاب و الوصول اليها.