ملتقانا اليوم، وحرب النـظام على الناس مستمرة، وتستعر كل يوم مع اعتداءات الطغمة السياسية والمالية المتكافلة والمتضامنة على أموال الناس ومدخراتها وحقوقها،
ملتقانا اليوم والناس بحاجة أكثر من أي وقت مضى لكل فلس من ودائعها من أجل تأمين حاجات الانسان ليس الأولية فحسب، بل البدائية،
ملتقانا اليوم في ظل موجة برد وصقيع وعواصف، حيث تزهق أرواح المواطنين والمقيمين، امّا بسبب تفشي الأمراض والأوبئة، أو بسبب انعدام إمكانية التدفئة، وحتى من الجوع، والمصارف والمنظومة تحلل لنفسها احتجاز أموال الناس،
اننا نعيش اليوم حالة افقار، وليس حالة فقر،
اننا نعيش نتائج خطة التجويع، وليس نتاج مجاعة،
لا نبالغ ان قلنا أنّ الاعتداء السافر على أموال المودعين وحقوق الناس ومدخراتهم هو عدوان بكل ما للكلمة من معنى، يوازي في نتائجه اعتداء وغزو الغزاة والاحتلالات،
انّ من نتائج الاعتداء على أموال المودعين ومدخرات النقابات والصناديق ضرب الاقتصاد، كما تضربه الحروب والاحتلالات،
من نتائجه ضرب الحقوق الاساسية “الغذاء، التعليم، السكن، الصحة، العمل” تماما كما سعى ويسعى كل محتل!
من نتائجه ضرب البنى التحتية والخدمات من طاقة وكهرباء ومياه، تماما كما يقصف العدو كل هذه القطاعات الحية.
لن نخاطب اركان هذه المنظومة السياسية والمالية الحاكمة التي تسبب بمآسينا وسطت على جنى اعمارنا، لن نخاطب تحالف المال والسلطة الذي راكم المليارات من الفوائد والهندسات على حساب الاقتصاد وحقوق الناس، لن نخاطب عصابة المصارف وعرابها حاكم المصرف المركزي، وشركائم من اركان نظام الطوائف…
هم واهمون ان اعتقدتوا أنّ الناس سيسكتون عن ذوبان ودائعهم، أو عن تعاميمهم المزورة، أو عن سرقاتهم وخططهم الوقحة،
لن نسمح لهم بالتمادي في تحميل المزيد من الخسائر للناس،
لن نسمح لهم، بليلرة الودائع،
لن نسمح لهم باقتناص براءة ذمة عنوة على أكتاف الناس،
لن نسمح لهم بتحميل المودعين والنقابات ثمن صفقاتهم وهدرهم وفسادهم ورعونتهم،
لن نسمح لهم باستغباء الشعب اللبناني وبالقضاء على الطبقات الحية والمنتجة فيه،
نحن اليوم هنا، مودعات ومودعون، مهددة ودائعهم الصغيرة والمتوسطة بالاندثار، عاملات وعاملون واصحاب مهن حرة خسروا قدرتهم الشرائية ومهددة مداخليهم بالتبخر، نقابيات ونقابيون مهددة مدخراتهم وصناديقهم وحقوقهم بالضياع…
نجتمع نعرف خصمنا من مصارف ومنظومة سياسية-مالية مجتمعة…
نجتمع ونعرف حلفائنا من قوى مجتمعية حية…
نجتمع ونحمل رسالة واضحة:
رسالة بلاءات خمس بوجه أي حلول وخطط مقترحة:
- لا لليلرة الودائع
- لا لضرب القدرة الشرائية للناس بضرب قيمة الليرة
- لا للمس بمدخرات النقابات والصناديق الاجتماعية
- لا للمس بممتلكات ومرافق الدولة، فاملاك اصحاب المصارف ويخوتهم وقصورهم مقابل ودائعنا
- لا لتعاميم المصرف المركزي المخالفة لكل القوانين
رسالة بمرتكزات خمس لأي حل مالي اقتصادي عادل:
- العدالة في توزيع المسؤوليات والخسائر، تحميلها للمصارف أولاً
- اعادة هيكلة الدين العام وشطب ديون المصارف بما يوازي الارباح المحققة وهيكلة القطاع المصرفي ومصرف لبنان
- الشمولية في الحل ما يضمن اعادة تأسيس اقتصاد العدالة الاجتماعية
- الشفافية من خلال تدقيق جنائي شامل للقطاع المصرفي ومصرف لبنان
- المحاسبة لكل من ارتكب واساء الامانة وتسبب بالانهيار من سياسيين ومصرفيين
رسالتنا هذه للمجتمع ككل، بكل مكوناته وبخاصة النقابات والتجمعات المهنية، لكل مواطن متضرر من سياسات هذا النظام، وكل مواطن طامح لاقامة نظام العدالة الاجتماعية على انقاض نظام المصارف والريوع… رسالتنا ان ينضم كل من يسمعنا الى هذه المواجهة الحاسمة، انضموا من اجل حماية ما تبقى، من اجل الدفاع عن المدخرات والوادئع ومن اجل استعادة الحقوق، كل الحقوق.