عمر شبيب :
ما يزال واقع حرب القبائل مستمراً في البلاد
في زمن انحسار الحوار وتحوله إلى سجال يزرع الفتنة والتفرقة، والوضع الإجتماعي والإقتصادي والمالي المتردي الذي تمر به البلاد والعباد، وغياب المواطنة وطغيان الإنتماء الطائفي والمذهبي الذي تعزز بمشروع قانون انتخابي دعا إلى فرز المواطنين على أساس الطائفة والمذهب، وإنكسار هيبة الدولة لحساب القوى التي تمتلك مشاريعها السياسية.
عندما يبحث رجل الأعمال اللبناني الأميركي عمر شبيب، يسعى إلى الحقيقة وعندما يكتب يجنح إلى الجدلية، كما كبار الباحثين ليشد عصب المتلكئين…
يرى شبيب أن كل شيء في لبنان يتفكك من البيئة إلى المجتمع من المؤسسات، من السلطة إلى الدولة.
ويرى في أزمة الكهرباء اعتداءات داخلية، ومنها إزدياد عدد اللاجئين الفلسطينيين حيث الأونروا التي يجب عليها، أن تدفع فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية، عن إنارة المخيمات… ومن هم خارجها أيضاً، يسرقون التيار الكهربائي كالنازحين السوريين، كما وهناك تراجع بسبب السرقات من قبل المواطنين المقيمين سواء عاديين أم مؤسسات أم أصحاب مولدات خاصة… وأيضاً هناك تراجع في الجباية وتراجع في قيمة الفواتير الجباة لناحية التمنّع وليس كنتيجة لتدني الإستهلاك، وتراجع في القيمة السعرية الشرائية للعملة الوطنية.
لا شك ان التقهقر هذا منذ القرن الماضي في تنفيذ التطوير بما يتوازى مع تطوّر العمران وإزدياد عدد السكان… وتالياً إهمال برنامج التأهيل والإعمار للخطط الكهربائية… لناحية التجهيز… تواطؤ بين إداريين وملتزمين لزيادة الأسعار لإقتسامها، تواطؤ بين وزراء وشركات ومؤسسات تمويل وقروض… لجني أموال من خلال تأمين الهبات أو القروض… وفي حال الرفض تلغى الصفقات أو القروض الميّسرة… تواطؤ بين مورّدي المحروقات ومسؤولين في المؤسسة… إهدار في الكميّات في غياب مراقبة كاملة للصهاريج الناقلة… دفع أيام تأخير لرسو الباخرة…
ثم تقاسم المغانم…
وهناك شبكة رغم تجديدها تعتبر مهترئة، تجهيزات النقل والتحويل ضعيفة، سرقة الكابلات أمر مرهق للمؤسسة…
وزيادة على ذلك، تفريغ ملاك المؤسسة من تقنيين ومهرة ويد عاملة متخصصة وملؤها بفائض فرضه سياسيون من غير المهرة انتهوا بأن صاروا عبء على مالية المؤسسة كذلك نقص في التدريب الفني إضافة إلى نفقات تشغيل مرتفعة.
اسئلة تسأل، أيعقل ألا يوجد حلول لدى الدولة العلية؟ أين هم من الطاقة الهوائية؟ أين هم من الطاقة الشمسية التي يتمتع بها لبنان بأكثر من ثلاثة آلاف ساعة من الشمس سنوياً بمعدل 8 ساعات يومياً؟ أين هم من الطاقة المائية للإستفادة من السدود المرجح تشييدها؟…
لاشك ايضا ان النتيجة إنهيار بإتجاه العتمة والتصحّر وهروب الأكثرية من قدر لم تصنعه أيديهم، ورغم كل ذلك، يرى شبيب أن مازال لبنان شبه مليء بأمرأ السياسة، رغم فشلهم المزمن والمتواصل في إدارة شؤون لبنان آملاً بالعمل الجدي لتخليصه من الطبقة الحاكمة التي اساءت إليه على مر السنين دون أن تعترف بمسؤوليتها أو تغيّر أسلوب عملها. فلا يمكنه اليوم أن يتجاهل حالة لبنان التعبان. فلقد استعار شبيب بكلمة تعبان من القاموس الطبي، المريض التعبان، هو الميؤوس منه تقريباً، واعتبر أن كلماته ضرورية للمستقبل في الإنتخابات النيابية المقبلة التي ستكون فرصة جديدة لنا جميعاً، لممارسة المواطنية الصالحة والمسؤولة، لإعطاء الفرصة لوجوه جديدة وأمينة ننتخبها، لتبدأ عملية إعطاء الوطن خلال بنائه بدل الأخذ منه وإستنزافه كما يحصل حالياً.
لا يجوز أن نستمر بالتصويت لمرشحين تختصر كفاءاتهم بثرواتهم وبولائهم الاعمى لأمراء السياسة الذين اختارونهم حتى لو أنهم غير متمتعين بروح المسؤولية الوطنية وبمزايا قيادية كما يجب وكما هو منتظر وأضعف الإيمان عند القياديين.
ختاماً يرى عمر شبيب أن المواطن اللبناني مازال يحلم بلبنان وطناً للحق والخير والعدل بإتجاه الأفضل.