إنطلاقاً من حرصها على تحقيق الإكتفاء الذاتي المستدام في المجتمع، أطلقت جمعية “نساند” مشروع “سقف بيحمي” الهادف الى ترميم المنازل السكنية والأماكن العامة وتأهيلها، والذي بدأته في عكار.
وحضر الحفل عددٌ من رؤساء البلديات وأعضاء الجمعية وحشدٌ من أهالي المنطقة، إضافة الى الممثلة كارمن بصيبص التي أعلنت انضمامها الى عائلة “نساند” كسفيرة للجمعية ووجه إعلامي لها.
وشكّل الحفل مناسبة لتعلن الجمعية عن ترميمها 25 بيتاً في برقايل، إضافة الى توقيع إتفاق تعاون بينها وبين 22 بلدية من عكار، ليقوم بعدها الحضور بجولة تفقدية على البيوت المرممة، حيث شارك في نشاط ترميم وتزيين درج قديم موجود بين البيوت وتمكينه بالدرابزين ليصبح مساحة عامة يمكن لأهالي المنطقة الإستفادة منه ومن المقاعد التي وضعتها الجمعية أيضاً.
ولم تنحصر النشاطات التي قامت بها الجمعية بحضور أهالي المنطقة بما ذكر فحسب، بل أنها قامت أيضاً بتجديد حظيرة دجاج كانت موضوعة بين البيوت، خصوصاً وأنها تصب في مبدأ الإستدامة الذي تؤمن الجمعية به وتسعى لتحقيقه.
في هذا الإطار، أكدت الناطقة بإسم الجمعية غيداء نوام أن فضلاً كبيراً يعود الى أهالي عكار الذين حضنوا جمعية “نساند” وشكّلوا جزءاً من نجاح مشاريعها، مؤكدةً أن “نساند هي جمعية إنسانية ترتكز على المجتمعات والمتطوّعين، كما أنها لا تشارك في أي نشاط سياسي ولا تملك أي أهداف سياسية، وتبقى على مسافة واحدة من جميع الأديان، كما أنها تلتزم مبدأ الحياد، المساواة والموضوعية”.
وأشارت نوام الى “أننا كلنا بحاجة الى سند، وانطلاقاً من هذه الفكرة اختير اسم الجمعية”، مضيفةً: “نحن نساند العائلات اللبنانية المحتاجة لكي تصبح مستقلة وتكمل حياتها باكتفاءٍ ذاتي وعيش مستدام، كما نساند المتطوّعين ومفاتيح القرى ليطوّروا مهاراتهم، ونساند الجمعيات الخيرية اللبنانية بمشاريعها، والمتبرعين ليردوا الجميل لمجتمعاتهم حيث نوجههم الى العائلات المحتاجة، وأخيراً نساند أنفسنا كمؤسّسين وأعضاء إداريين في هذه الجمعية بمجرد استطاعتنا تغيير حياة عائلات ومجتمعات محتاجة حولنا”.
كما وأوضحت نوام أن “برنامج “سقف بيحمي” يهدف الى توفير حقّ الإنسان الأساسي بالمأوى الآمن الذي يحمي صحته وصحّة عائلته ويوفر لهم الاستقرار وفرص التطور والنمو الإقتصادي”، مضيفةً أن “الجمعية تطمح لتأهيل 300 بيت في عكار و1000 بيت في لبنان”. وشرحت نوام عن برامج “سقف بيحمي”، “زراعة بتغني” و”مونة بتكفي” وكيف تحقق الجمعية من خلال هذه المشاريع الإستدامة الإقتصادية، الإجتماعية والبيئية”.
وكانت كلمة لنائب رئيس إتحاد بلديات وسط وساحل القيطع ورئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي تطرق فيها الى أسس انطلاق مشروع التعاون بين “نساند” والبلديات، مثنياً على وتيرة العمل السريعة. ودعا الرفاعي البلديات الى ملاقاة الجمعية في منتصف الطريق لمساعدة أهالي عكار في ظل الأزمة المالية والإقتصادية والاجتماعية، وتشجيع المتبرعين العكاريين على مشاركة الجمعية في نشاطاتها من خلال تقديم ما يستطيعون تقديمه ضمن مشاريعها.
أما كلمة المهندسين المشاركين في المشروع فألقاها المهندس محمد فتفت شاكراً فيها “نساند”، ثم عرض صوراً أظهر فيها البيوت قبل أن تُرمّم وبعدها، شارحاً الخطوات التفصيلية التي قام بها المهندسون بالتعاون مع الجمعية. وأشار فتفت الى أن “الإجراءات التي اتُخذت نجحت في تقييم البناء الموجود، معالجة تسرب الماء والنش والرطوبة خصوصاً في السقوف، تركيب أبواب مداخل قابلة للإقفال بإحكام وأبواب داخلية لحماية الخصوصية ونوافذ بإطارات من الألمنيوم، تجديد الحمامات والمطابخ، تركيب بنى تحتية جديدة للكهرباء والسباكة، تركيب كساء داخلي جديد للأرضية والجدران، إضافة الى تطبيق تدابير السلامة الصحية العامة بما فيها التعقيم ومكافحة القوارض”.
وترتكز جمعية نُساند الإنسانية على المجتمعات والمتطوّعين، ايماناً منها بأن القدرة على تحقيق التغيير تنبعث من العمل الجماعي التعاوني. وتصب الجمعية تركيزها على مساندة المجتمعات اللبنانية التي تعاني من الحرمان، لكي تتمتّع بالاكتفاء الذاتي المستدام وذلك بتسهيل تحقيق الأمن الغذائي، وبناء مأوى وتوفير فرص بشكل مستمرّ لتعزيز الاقتصاد المنتج، من خلال شراكة مبتكرة وفعّالة مع المجتمعات والمنظّمات الدولية والمانحين الملتزمين على الصعيد المحلي.
“سقف بيحمي”، “مونة بتكفي”، “زراعة بتغني”، عناوينٌ عريضة تندرج تحت إطارها مشاريع عدة تعتزم جمعية “نساند” تنفيذها، بسعيٍ منها لمساعدة المجتمعات اللبنانية المهمشة في كافة المناطق اللبنانية، في العيش باستدامة.