يواجه الأطفال في المنطقة العربية تحديات كبيرة للبقاء في المدرسة والحصول على حقّهم في التعليم، وذلك بسبب النزاعات والحروب والفقر. زادت جائحة كورونا من حدّة هذه التحديات. فإنّ انتشار الوباء أدّى الى إغلاق المدارس والى تعطّل متزايد لخدمات التعليم النظامي. وهكذا، بالإضافة الى 13 مليون طفل وشاب في المنطقة العربية غير ملتحقين بالمدرسة بسبب النزاعات والحروب، تأثّر ما يقارب من 114 مليون متعلّم إضافي بأزمة كورونا بسبب إغلاق المدارس والتحوّل الى التعلّم عن بُعد.
في حين قرّرت بعض الدول إلغاء الامتحانات الوطنية والإعفاء عنها أو تأجيلها أو تنظيمها على شبكة الإنترنت، أبقت بعض البلدان في المنطقة العربية على الامتحانات، وقد تمّ التخطيط لإجرائها داخل المدارس أو المراكز المخصصة.
في سوريا، حيث من المقرّر أن تنطلق الامتحانات في 21 حزيران/يونيو الحالي، من المتوقع أن يسافر نحو 23 ألف طالب عبر خطوط التماس ومناطق النزاع للوصول الى مراكز الامتحانات.
في هذا السياق، يدعو مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت، الدكتور حمد بن سيف الهمامي، الى تيسير الوصول الآمن للطلاب المنتقلين لأداء الامتحانات وتسهيل عبورهم عبر نقاط التفتيش وعدم تعرّضهم للمضايقات أو التهديد، كما يشدّد على ضرورة ضمان سلامة الطلاب في موقع الامتحانات.
وقال حمد الهمامي: “إنّ التعليم حقٌّ من حقوق الإنسان .وللطلاب الحق الكامل في إنهاء وإكمال تعليمهم، بما في ذلك من خلال الامتحانات الوطنية. فالامتحانات الوطنية أو امتحانات نهاية العام تشكّل مرحلة محورية في حياة أي طالب، كما أنها مرحلة تحوّلية تمكّنه من الانتقال الى الصف الأعلى. من هنا، إنّ أي تدخّل لمنع الطلاب من وصولهم الى مركز الإمتحانات غير مقبول ويُعدّ انتهاكاً لحقّهم في التعليم”. وأضاف: “لا بدّ من تيسير الوصول الآمن للطلاب المنتقلين لأداء الامتحانات واتّخاذ تدابير معيّنة لضمان سلامتهم وصحّتهم في موقع الامتحانات، فإكمال وإنهاء تعليمهم هو حقهم وأملهم في مستقبل أفضل”.
إن حصول الأطفال والشباب على التعليم وضمان حقّهم بإكماله، بما في ذلك في حالات الطوارئ، يمثل شكلا من أشكال التنمية وضرورة حتمية لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في المنطقة، وهذا ما تعتزم اليونسكو تعزيزه.