أشار مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، “الى ان مدينة بيروت فجعت بكارثة تدميرية لا مثيل لها في تاريخ المدن في غير أوقات الحروب أو الزلازل المدمرة. لقد سقط العشرات من أبنائها الآمنين ضحايا بين شهيد وجريح وهم في بيوتهم او في مكاتبهم او محلات عملهم، التي تدمرت فوق رؤوسهم، واكلت نيران الانفجار الكيماوي السام العديد من مبانيها ومؤسساتها الإنتاجية”.
واكد في بيان “ان لبنان دفع ثمنا باهظا جدا نتيجة تراكم عمليات الفساد السياسي والرشوة وسوء الأمانة في تحمل المسؤوليات العامة ونتيجة المحاصصة المقيتة التي أدت الى وصول غير الأكفاء الى مراكز القرار وتسببت في عمليات تبادل المنافع والتغطية المتمادية على استباحة المال العام، ولا بد ان تتواصل هذه السلسلة المأساوية ما لم يدرك اللبنانيون ان الحكم أمانة، وان من لا أمانة له ليس جديرا في ان يتبوأ مسؤولية عامة وان يحكم في الناس وعليهم”.
وقال:”منذ عقود، واللبنانيون يدفعون ثمن الأخطاء المرتكبة:الثقة بمن لا يستحقها، والاطمئنان الى من لا أمانة له، ولذلك لا يمكن الخروج من هذه الدائرة المفرغة إلا بالتخلص من الفاسدين والمفسدين الذين يرتكبون الفواحش وهم يعتقدون انهم يحسنون صنعا”.
واكد ان “الدولة اللبنانية لا يمكن ان ترتفع في ذكرى مئويتها الأولى الى مستوى الرسالة التي ترفعها ما لم تتمتع بمواصفات الدولة الحقيقية، وفي مقدمتها ان تكون سيدة نفسها مالكة لقرارها، وقادرة على الدفاع عنه بقوتها الذاتية”، لافتا الى ان “جمعية المقاصد ابنة بيروت والمؤتمنة على أهلها جيلا بعد جيل في العمل التربوي والتعليمي وفي العمل الصحي والاجتماعي، والتزاما منها رسالتها الخيرية الإسلامية، بادرت فور وقوع المأساة الى فتح أبواب مؤسساتها لمساعدة المنكوبين ومعالجة المصابين رغم الظروف الصعبة التي تواجهها مع سائر المؤسسات الاجتماعية الأخرى”.
وختمت:”ان الجمعية التي تدرك جيدا حجم المعاناة التي يواجهها اللبنانييون عموما وأهالي بيروت خصوصا، لم تأل جهدا لاتخاذ المبادرات الاجتماعية لمساعدة أهلها، فمن فقدوا أعمالهم وخسروا مدخراتهم ومداخيلهم حتى ضاقت بهم الأرض بما رحبت. وإذ تستمر المقاصد في أداء هذا الواجب الإنساني النبيل ستبقى المدافع المؤمن عن حقوق وكرامة أهلها في بيروت خصوصا وفي لبنان عموما، عاملة على بلسمة الجراح والتعبير عن الموقف الأخلاقي والوطني الذي كثيرا ما يتعرض للتجاوز والانتهاك”.