احتلت القدس في الأشهر الماضية المكانة الأولى في المتابعات، بسبب اجتياحات اليهود المتطرفين أزقة بلدتها القديمة، وباحات المسجد الأقصى بحماية الجيش الإسرائيلي وبتشجيع من حكومة أقصى اليمين، وأيضاً بسبب مقاومة الفلسطينيين المقدسيين على الرغم من الاختلال الكبير في موازين القوى، فكان العلم الفلسطيني سلاحاً في وجه اجتياح العلم الإسرائيلي المحمي بآلاف الجنود وأفراد الشرطة. وكان العلم الفلسطيني قد احتل فضاء القدس خلال مأتم الشهيدة شيرين أبو عاقلة، على الرغم من القمع غير المسبوق لمأتم لمجرد رفع العلم الفلسطيني خلاله.
العدد 131 من “مجلة الدراسات الفلسطينية” ميّزه الغلاف العَلم من خلال لوحة إسماعيل شموط، وكانت افتتاحيته بعنوان “جرح القدس”، ذلك بأن المدينة “صارت استعارة لفلسطين كلها، وفلسطين من جنين إلى نابلس إلى رام الله، ومن حيفا إلى يافا إلى عكا والجليل صارت أسماء أُخرى للقدس.” وضمن هذا المفهوم مثلت جنازة شيرين أبو عاقلة هذا الاندماج الفلسطيني الشامل في وجه الهجمة الإسرائيلية غير المسبوقة، وكان العلم الفلسطيني رمزاً في مسيرة أبو عاقلة الأخيرة من جنين حيث اغتالتها رصاصة قناص إسرائيلي، مروراً بمدن الضفة، إلى مسقط رأسها وحاضنتها الأخيرة. وعن هذا كتب سعيد أبو معلا في “مداخل” بعنوان “اغتيال شيرين أبو عاقلة: محاسبة القتلة على المحك”.
باب مقالات افتُتح بمقالتين عن حرب أوكرانيا، كتبها كل من وليد نويهض وميشال نوفل. وفي باب مقالات أيضاً كتب أحمد الحرباوي “السلطة الفلسطينية وهوبيتوس القبيلة: استيحاء السلطة من الرمز الاجتماعي”، وتناول مراد البسطامي “بواكير الموسيقى الفلسطينية بين الفالهالا والسفارديم”، وكتب غوستافو بربوزا عن تجربته الفلسطينية في لبنان تحت عنوان “خلص، دقينا الإيقاع: فدائيون وشباب يتحدثون من خلال الموسيقى”.
ثلاث دراسات في باب “دراسات”: الأولى ترتيباً جاءت دراسة سامي صبري عبد القوي عن التطبيع بين السودان وإسرائيل بعنوان “إسرائيل والسودان: رهانات التطبيع ومقاربة دعم المكون العسكري”؛ الدراسة الثانية كتبتها سنية الحسيني بعنوان “تشكّل الكيانية الفلسطينية”؛ الثالثة لمحمد أمارة وتناولت “اللغة العربية ودورها في تشكيل الهوية الجمعية العربية”.
وعودة إلى القدس من خلال مقابلة مع “المحامي صلاح حموري الناشط الحقوقي والأسير الدائم”، وابن القدس الذي فضّل السجن على مغادرتها، وإلى جنين التي كتب لها وعنها الياس خوري “أيقونات جنين”، وهي فصل من رواية “رجل يشبهني”، الجزء الثالث والأخير من ثلاثية “أولاد الغيتو”، والذي سيصدر قريباً عن دار الآداب في بيروت. وتبقى جنين حاضرة دائمة في تحقيق عبد الباسط خلف “مخيم جنين: البطل الفردي والأسطورة والفصائل و’قواعد الاشتباك'”، وفي تقرير عليان الهندي “العمليات الفردية: الدوافع والنتائج”. وثمة تقرير آخر في العدد 131 كتبته فيروز سلامة عن “الشهداء الأسرى”.
أخيراً يناقش صقر أبو فخر كتاب “مذكرات عبد السلام أحمد جلود: الملحمة”، في نص بعنوان “بن علي هرب والقذافي ارتعب: عن مذكرات عبد السلام جلود وخوارقها الملحمية”. وهناك 3 مراجعات لكتب هي: “معركة جنين الكبرى 2002: التاريخ الحي” لجمال حويل، مراجعة محمد هواش؛ “المشروع الوطني الفلسطيني: تطوره ومأزقه ومصائره” لماهر الشريف، راجعه أحمد عز الدين أسعد؛ “صمود الفصائل السياسية الفلسطينية: نظرة يومية من مخيم نهر البارد”، مراجعة آمنة الأشقر.