أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “دور المرأة في اي بلد يشكّل مؤشراً اساسياً لمدى تقدم المجتمع”، مشيراً الى ان “المرأة اللبنانية فرضت بجدارتها شراكتها الى حد كبير وهي كسرت حاجز التمييز وكانت رائدة في الدفاع عن الوطن والهويّة يوم انهارت الدولة واستُبيحت السيادة فشكلت ركيزة في المقاومة بكافّة ابعادها سيّما الثقافيّة والمجتمعيّة فثبّتت هويّتنا السياسية”.
وفي لقاء بدعوة من مكتب تفعيل دور المرأة في منطقة بعبدا في “القوات اللبنانية”، اشار بو عاصي الى “أهميّة دور المرأة في مجتمعنا، فهي التي نقلت روح الصلابة والانفتاح معاً لابنائها لتصبحان ميزتنا عبر الاجيال وحتى اليوم”.
كما أكّد بو عاصي اهمّية السعي لخلق أفضل بيئة لتحقق المرأة ذاتها أكان عبر التشريعات الضرورية وتعميم مفاهيم المساواة بالممارسة لا بالكلام وتصويب بعض العادات المتوارثة ليس فقط في لبنان والمجتمع الشرقي بل في دول عدة في العالم.
أردف: “بعض الحواجز امام تحديث القوانين كانت لاسباب الدينية، كرفع سنّ الزواج الى ١٨ سنة او تجريم كلّ اشكال العنف الزوجي. سعينا الى ذلك ولم نتمكّن من اقناع بعض الكتل الوازنة بذلك ولكننا سوف نثابر في المحاولة. كما أن هناك اسباباً مرتبطة بالاهمال كمسألة تطابق الواقع مع النظري في مسألة الرواتب بحيث تكون الكفاءة والانتاجية هما المعيار لا الجندرة، وهذه ظاهرة غير مبرّرة في الكثير من الدول ومنها لبنان”.
هذا وتطرّق بو عاصي الى موضوع الكوتا النسائيّة ليقول إن لا موقف ايديولوجياً جامداً من هذا الامر، مضيفاً: “بعض الدّول اعتمدته كالكثير من الدّول الاوروبية وحتى بعض الدّول العربيّة وبعض الدول رفضته كالكثير من الدول الانغلو ساكسونية ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا. الدول التي اعتمدت الكوتا اعتبرت ان هذه الخطوة المرحلية، لبضع دورات انتخابية، تشجع انخراط النساء للعمل في الشأن العام كما تشجع الاحزاب لاعطاء النساء فرصة للوصول الى مراكز قيادية. اما الدول التي رفضت اعتماد الكوتا فقد اعتبرت أن المرأة ليست بحاجة للكوتا لكي تصل الى مناصب قيادية، كمارغريت تاتشر وانغيلا ميركل وهيلاري كلينتون وغيرهنّ كثيرات. بالتالي يبقى النقاش مفتوحاً في هذا المجال. لكن، من الثابت أن اي تراجع في موضوع دور المرأة في المجتمع وحقوقها ينعكس سلباً على تطوّر المجتمع ككل والعكس صحيح”.
بو عاصي ردّ على اسئلة الحضور موضحاً: “نحن انخرطنا بصفوف “القوات اللبنانية” كمقاومة فكرية حفاظاً على الهوية وكمقاومة مسلحة ضد هجوم غريب يريد القضاء على هويتنا اللبنانية السياسية ووجودنا ودورنا الفاعل كمسيحيين. لم ولن نرضى ان ينحصر حقنا بممارسة طقوسنا الدينية فقط. لا مشكلة لدى البعض بوجودنا ولكن يريدنا ان نقبل بالدور الذي يتركه لنا وهذا ما لم ولن نقبل به”.
تابع: “اما المستميتين سعياً الى السلطة، فلا أفق لديهم سوى السلطة ولا جذور لهم، انهم فقط الغائيون يعتمدون على تشويه صورة الخصم وتبرير الفشل والتبرؤ من كلّ مسؤوليّة وبالتالي تكرار الفشل نفسه في كل مرّة”.
أضاف: “في الديمقراطيات الطموح مشروع ولكن للعبة ضوابط وقواعد، أقلّها المصلحة الوطنية العليا والمسؤولية والمحاسبة، فكم بالحري اذا كان الخطر وجودياً يطال الكيان والهويّة والشراكة الفعليّة”.
ختم بو عاصي: “نحن اليوم عشيّة فرصةٍ تاريخيّة للتخلّص من منظومة فساد وسلاح وفشلٍ شوّهت المجتمع والهويّة وأغرقت البلاد في دوّامة سوداء لم يعرف لبنان مثيلاً لها منذ استقلاله. لنزرع في صناديق الاقتراع بذور لبنان الذي نطمح اليه”.