استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلثاء 18 كانون الثاني 2022 وزير الصحة فراس أبيض، بحضور الدكتور جوزف الحلو مدير العناية الطبية في الوزارة، وجرى عرض للأوضاع الصحيّة في لبنان.
بعد اللقاء قال الوزير أبيض: “زرنا غبطة البطريرك الراعي للبحث في الوضع الصحي والوبائي، والكل يعلم ان المقدرات الموجودة قليلة نسبة للحاجة التي يواجهها الناس، إن على صعيد الاستشفاء أو الدواء، ولكن الجهود التي تبذلها وزارة الصحة، التي هي بقدر الامكان، تساعد الناس على مواجهة الاعباء والمشاكل الصحية التي يعانون منها”.
وأضاف أبيض: “أطلعت غبطته على وضع كورونا حيث اليوم نشهد أعداداً مرتفعة، وعلى الرغم من أنها استقرت، ولكن الرقم اليومي ما زال مرتفعاً، ومن المتوقع انحسار الاعداد قريبًا. كذلك تطرقنا الى موضوع الاستشفاء والى الحاجة الماسة لان تبقى المستشفيات في جهوزية تامة وأن يتمّ تحضير أقسام اذا استدعى الأمر ذلك”.
وختم: “تناولت مع غبطة البطريرك موضوع اللقاح وأهميته لأنه يشكّل السلاح الفعّال، فغالبية الناس الملقحين عوارضهم خفيفة، أما غير الملقحين فهم يشكّلون الجزء الاكبر من الذين يدخلون الى المستشفى أو الى العناية الفائقة، وقد تلقّينا الدعم من صاحب الغبطة لمتابعة الجهود”.
وردا على سؤال عن ضرورة فتح المستشفيات لاستقبال مرضى كورونا، قال أبيض: “هناك حاجة لفتح أقسام المستشفيات الخاصة، وسيكون لنا لقاء مع القائمين عليها للاطلاع على مشاكلهم، فوزارة الصحة فتحت مركز الطوارىء في البيال وهو يستقبل عددا كبيرا من مرضى جبل لبنان وبيروت”.
ثم استقبل البطريرك الراعي النائب المستقيل ميشال معوض، الذي قال بعد اللقاء: “لقائي اليوم مع غبطة البطريرك هو في الأساس للمعايدة ولو أتت متأخرة بعض الشيء بسبب الاصابة بكورونا، واللقاء كان فرصة لمناقشة الاوضاع الراهنة وخطورتها على المستويات كافة، السياسية، السيادية والاقتصادية، ولقمة عيش اللبنانيين الذين يعانون من الذلّ والفقر، فقد أصبح واضحا للجميع، ان المعركة التي نعيشها اليوم ليست معركة سياسية تقليدية وأحجام وأحزاب، وليست مجرد صراع تقليدي إنما معركة استعادة سيادة ومعركة هويّة وكيان ومعركة كرامة إنسان”.
وتابع معوّض: “انا مقتنع ان اللبناني لم يعد مغشوشا، انما يدرك ان كل الرهانات على الخارج والمعادلات الكبرى لن تعيد له لقمة عيشه، ويدرك ان الصراعات بين القوى السياسية التي تكبر قبل الانتخابات من أجل شدّ العصبيات لن تعيد له لقمة العيش، فكلّنا ندرك أنهم بعد الانتخابات سيدخلون الى التسويات التي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم”.
وأضاف: “اللبنانيون جميعاً يدركون أن كل ما يحصل، من تعطيل الحكومة الى عودتها، عملية ترقيع لن تعيد لهم لقمة عيشهم وأموالهم ولا مستقبلهم ولا اولادهم. وليحصل ذلك، علينا خوض معركتين، معركة استعادة سيادة بوجه سلاح “حزب الله” الذي يمنع قيام دولة في الداخل، ويعزل لبنان عن الخارج ويربطه بمحور يواجه هويّته ومصالحه وعلاقته مع كل دول العالم، ومعركة تغيير جذري في وجه طبقة سياسية وصلت بفسادها ومصالحها الى ما وصلنا اليه اليوم من ذل وتدمير وافقار وقتل”.
ثم قال معوّض: “هذه المعركة هي في الأساس سياسية وليست انتخابية، ولكن الاكيد ان الانتخابات فرصة للبنانيين ليترجموا في صندوق الاقتراع، خياراتهم ورغبتهم في التغيير والانتفاضة واسترجاع كرامتهم ولقمة عيشهم وأموالهم، وهذه الفرصة لا يجب إضاعتها، لان إضاعتها ستكلّف كياننا ووجودنا في هذا البلد وعيشنا بكرامة على هذه الارض. مسؤولية اللبنانيين أن يضعوا في الصندوق ورقة تغيير وعلينا جميعا تحملها كقوى سيادية تغييرية، سياسية، ثورية، عائلات، أحزاب، لان الجمهورية الجديدة تضمّ الجميع واذا توحّدنا وخضنا معركتنا يداً بيد ننتصر على المنظومة، واذا لم نتوحّد ستبقى الامور على ما هي عليه اليوم”.
وختم معوض قائلاً: “ندائي اليوم هو لتوحيد قوى السيادة والتغيير تحت شعار واحد هو استعادة السيادة وتغيير جذري وجوهري في وجه هذه المنظومة المكوّنة من ميليشيا مسلّحة ومن مافيا تسرق وتقتل الأمل عند اللبنانيين، وأي شعار آخر على أهميته لا يفيد الا المنظومة الحاكمة”.
وكان البطريرك الراعي قد استقبل الاباتي نعمة الله الهاشم، الدكتور فادي احمر، المحامي إبراهيم طرابلسي، روي عيسى الخوري ومارون أبو شرف، ووفد من بلدة حملايا.
ومساء التقى غبطته وفدا من معهد القديس يوسف – عينطورة برئاسة رئيس المعهد الاب عبدو عيد اللعازاري الذي القى كلمة باسم الوفد عرض فيها للواقع التربوي المرير الذي نتج يفعل جائحة كورونا والازمة الاقتصادية الخانقة، واضاف متوجها الى غبطته: “نحن نؤيدكم في جميع مواقفكم، ونتابع باهتمام تصريحاتكم، وندعمها مقتنعين بوعيكم ورجاحة منطقكم، وثقابة نظرتكم، وشعوركم العارم بالمسؤولية الدينية والوطنية والانسانية. ونحن نتوجه الى الى غبطتكم حاملين رسالة معهدنا العريق بتاريخه ومتطلعين بقلق وخوف الى مستقبل مؤسسات التربية والتعليم في وطننا بعد ان هجره من خيرة شبابه الكثيرون، وهم مع من بقي في الوطن منهم، يتوقون الى ادنى مقومات العيش الكريم، والعمل والعلم واحترام حقوقهم وكرامتهم.”
وتابع الاب عيد: “نجدد ثقتنا بكم، ونتطلع اليوم الى اليكم ولنا ملء الثقة والايمان والرجاء انه آن الاوان لتتابعوا صرختكم بصوت عظيم وتنتهروا رياح الهدم والتهجير التي تعصف بلبناننا الحبيب … كل هذا والدولة غائبة والخطر وجودي يهدد مجتمعنا وقطاع التربية في مدارسه التي خرّجت ادمغة لكل أقطار الارض.”
وختم: “معكم يتوجه معهدنا الى جميع المسؤولين عندنا لنقول: كفى تدميرًا، كفى تهجيرًا، كفى سرقة، كفى كذبًا…ونقول متّحدين معكم: نعم لاستعادة مجد لبنان من هذا الصرح”.